أولادنا أكبادنا

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه الميامين .

يقول الله في كتابه الكريم : ( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ) سورة الفرقان الآية 74 .

أخي المسلم أختي المسلمة الأطفال نعمة من نعم الله علينا سواء من البنات أو من البنين يوصيكم الله بتربيتهم وتهيأتهم حتى يصبحوا في سن التكليف والبلوغ ، وكل راعٍ مسؤل عن رعيته ، فالأب مسؤل عن رعيته وهي الزوجة والأولاد ، والأم مسؤلة عن رعيتها وهي أولادها .

التربية عبارة عن تعليم الطفل الاخلاق والمبادىء والقيم الدينية وكيفية التعامل مع الكبير والصغير بأخلاق وسلوكيات قدوتنا الحبيب المصطفى (ص ) ومما لا شك فيه ان التربية عمل شاق وجهد يحتاج الى وقت لكنه عمل فاضل.

تبدأ تربية الطفل وهو جنين في بطن أمه لأن الجنين يتأثر نفسياً وروحياً بحالة الأم وما يحيط بها ، فإذا داومت الحامل على استماع القرآن فإنها ستحس براحة نفسية وجسدية لأن القرآن له تأثيراً روحياً على سامعه ، كذلك الأطفال الرضع فمن الثابت علمياً أنهم يتأثرون بما يحيط بهم فحاسة السمع تكون قد بدأت بالعمل لذلك فإن استماع الرضيع للقرآن الكريم يومياً لمدة خمس دقائق صباحاً ومساءً يزيد من مفرداته المخزنة مما يسهل عليه استرجاعها فيما بعد ، وعندما يبدأ الطفل بالمشي لا ضير على الأب في أخذه الى المسجد لأنه بذلك سوف يقلّد أباه بالركوع والسجود وتكون الصلاة وحب المساجد بذرة جميلة انزرعت في قلبه ، وعندما يبدأ تعلم القراءة والكتابة يجب على الأب والأم شراء بعض القصص الدينية البسيطة أو مشاهدة قصص القرآن عبر التلفاز وعدم مشاهدة المسلسلات والأغاني والابتعاد عن الغيبة والنميمة والكذب والرياء والنفاق وكل شيء يغضب الله ورسوله ، فعلى الأم أن تزرع بذرة سليمة تحصدها نبات طيب في الدنيا والآخرة .

وأخيراً أيها الآباء والأمهات نناشدكم أشدّ المناشدة الاهتمام بتربية أولادكم وأن تبذلوا كل ما بوسعكم لأجل ذلك لأنكم سوف تقفون بين يدي الله ليحاسبكم على تربيتكم لهم ، فاتقوا الله في أولادكم واعلموا أن ما تزرعونه اليوم تحصدونه غداً والحمد لله رب العالمين .