أفضل أمنيات الآباء لأبنائهم
كل منا نحن الآباء نسعى ونجتهد لنقدم لأبنائنا ما يعينهم في مستقبلهم .
فترى البعض ينفق المبالغ الطائلة من أجل تأمين شهادة علمية قد تكون عوناً لابنه في مستقبله .
والبعض الآخر يجتهد ليشتري بيتاً يكون ستراً لابنه عندما يكبر ويشرع في الزواج .
وآخرون يدخرون المال ويحرمون أنفسهم من بعض متاع الحياة ليكون هذا المال عوناً لأبنائهم في تحقيق طموحاتهم المستقبلية .
وهنالك الكثير من الأوجه في هذا المجال ولسنا بصدد حصرها , المهم أننا نسعى نحو هذه الأمور لظننا أن فيها خير ومستقبل أبنائنا .
ولكننا إذا تذكرنا ما فعله أبو الأنبياء الحكيم المتبصر سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام في هذا المجال فتعالوا نقرأ ونتفهم هذا الحوار بين سيدنا ابراهيم وربه عز وجل ( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة (124)
عندما جعل الله من نبيه ابراهيم إماماً (والإمام عند القرطبي : القدوة الصالحة) فرح ابراهيم بما منّ الله عليه ولأنه حكيم يعلم حقيقة الأمور وبفطرة الأبوة لديه تمنى أفضل شيء لأبنائه وسأل الله أن يهبهم مثلما وهبه .
تمنى سيدنا إبراهيم لأبنائه أن يكونوا قدوة صالحة , أن يكونوا من المؤمنين الصالحين ....
لو أراد لهم الدنيا وما فيها من متاع وتمنى على الله ذلك (وهو نبي الله ) لما حرمه الله من ذلك , ولكن بعد نظره وعمق حكمته ومعرفته بما ينفع أبنائه تمنى لهم (القدوة الصالحة ) ..
والمبالغة أمرٌ مذموم ,فما المقصود هنا اهمال مستقبل أبنائنا المادي !!! بل السعي لما فيه خير ومصلحة أبنائنا (المادية ) ولكن لا ننسى أن نجعل منهم القدوة الصالحة .....